معرفتنا بالعالم ديناميكيّة ومتغيّرة. ما نراه اليوم حقيقةً راسخة قد يتبدّل غدًا، عندما تظهر أدلّة جديدة أو تفسيرات أدقّ تغيّر الطريقة التي نفهم بها الواقع.
المنهج العلميّ هو الآليّة التي نحاول من خلالها تفسير العالم وفهمه عبر التجارب، الخطأ، التصحيح والتعلّم المستمر.
الأخطاء ليست فشلًا ينبغي إخفاؤه، بل عنصرًا طبيعيًّا وأساسيًّا في السيرورة العلميّة. فهي تدفعنا إلى التوقّف، وإعادة التفكير، وطرح أسئلة أكثر حدةً ودقةً، وصوغ فهمٍ مختلفٍ وأعمق. وهكذا يتقدّم العلم: ليس بفضل معرفة مطلقة، بل من خلال سلسلة لا نهائيّة من المحاولات والتساؤلات والبحث الدائم عن رؤًى تُقرّبنا من تفسيرٍ أدقّ.
يَدعوكم هذا المعرض إلى الانضمام إلى رحلةٍ تكون فيها الأخطاء سببًا للاستمرار بالسؤال والمحاولة والاكتشاف، لا سببًا للتوقّف أو الإحباط. في أرجاء الحديقة يمكنكم التعرّف إلى نظريّاتٍ كانت تُعَدّ في الماضي حقائق مطلقة، لكن تبيّن خطؤها وتبدّلت بفضل أبحاثٍ علميّة أكثر تقدّمًا، أَتاحت لنا اكتشاف معلوماتٍ جديدة وتطوير نظرياتٍ بديلة.
ولكن، من يدري؟ ربّما نضطرّ في المستقبل إلى إعادة النظر أيضًا في معرفتنا وفهمنا الحاليّين، وهذه المسيرة بالذات هي التي تقرّبنا خطوةً إضافيّة من فهم العالم الذي نعيش فيه.